[img]
http://wwwاغتصاب يسوعه ام صلب
الحمد لله الواحد الاحد الذى لم يتخذ صاحبه وليس له ولد .. وبعد
اقدم اليوم للقارئ العزيز بحثا أوردت فيه ما لفت نظرى اثناء اطلاعى على كتب النصارى ,, وشغل بالى فتره طويله
ومما شجعنى على تقديمه لكم هو عدم تقديم اى نصرانى ناقشته ما يبطل هذه النظريه .
يقوم الدين النصرانى على اسس ومبادئ ثابته معروف وهى:
1- توارثنا خطيه ادم.
2- صلب يسوع وسفك دمه من اجل خطيه ادم وفداء للبشر .
وبعد البحث والاطلاع على كتب النصارى، يلحظ القارئ الكريم ان هذه النظريه، لو جارينا النصارى واعتبرناها صحيحه , بأن كتبهم المقدسه تقول شيئا اخر يخالف هاتين الركيزتين، وتكشف لنا سرا خطيرا، وحقيقه مُغيَّبة، أو على الأقل: غائبة .
وبقليل من التأمل، نرى أن أساس عقيدة النصارى، (مقدمة) مُفادُها: (أن آدم قد ارتكب الخطيئة!).
فإذا ثبتت هذه المقدمة، أمكن أن نبني عليها مقدمة أخرى تقول: (إن أبناء آدم ورثوا هذه الخطيئة من أبيهم).
وإذا صحت المقدمة الثانية: أمكن أن نبني عليها مقدمة ثانية، وثالثة، إلى أن نصل إلى المقدمة التي تمثل خلاصة عقيدة النصارى، وهي القول: بأن عيسى صُلب فداء لخطيئة البشر.
والمتفق عليه عند أهل العقول كافة: أن النتيجة تابعة للمقدات في الصحة والفساد، فإذا كانت المقدمات صحيحة، كانت النتيجة صحيحة، وإذا كانت المقدمات فاسدة، كانت النتيجة فاسدة.
وهذا القانون لا علاقة له بالدين الإسلامي، أو النصراني، أو غيرهما، لأنه قانون عقلي محض، متفق عليه بين أهل العقول جميعا.
فإذا أردنا أن نطبق هذا القانون على عقيدة النصارى، وجب علينا أن نتساءل أولا عن مدى صحة المقدمة الأولى التي تنبني عليها العقيدة النصرانية، وهي القول: (بأن آدم قد ارتكب الخطيئة).
ولكي نكون منصفين مع النصارى، ويكون لبحثنا مصداقية عندهم، فإننا سنعتمد في محاكمة هذه المقدمة على ما ورد في الكتاب المقدس الذي يعتمدون عليه في استنباط عقيدتهم.
فلنشرع في هذا البحث، وليكن سؤالنا كالتالي:
من الذى اخطأ ؟ ادم ام حواء ؟
يعتقد النصارى، جوابا على هذا السؤال، انه ادم!
وإذا رجعنا إلى الكتاب المقدس، تبين لنا أن هذه المقدمة فاسدة، إذ أن الكتاب المقدس يدلنا على ان ادم برئ!
واليكم الأدلة المبينة لصحة هذه الدعوى :
الدليل الأول:
سفر التكوين الاصحاح 3 العدد 1----6
Gn:3:1:
1. وكانت الحيّة أحيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الاله.فقالت للمرأة أحقا قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة.
2 فقالت المرأة للحيّة من ثمر شجر الجنة نأكل.
3 واما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله لا تأكلا منه ولا تمسّاه لئلا تموتا.:
4 فقالت الحيّة للمرأة لن تموتا.
5 بل الله عالم انه يوم تأكلان منه تنفتح اعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر.
6. فرأت المرأة ان الشجرة جيدة للأكل وانها بهجة للعيون وان الشجرة شهيّة للنظر.فأخذت من ثمرها واكلت واعطت رجلها ايضا معها فأكل.
من هذا النص يتضح لنا ان حواء هى التى اخطئت وسقطت ومعها ادم وكل البشريه , هي التي أخطأت وكانت السبب في خطيئة كل البشرية، ومنهم آدم، وان ادم برئ مما ينسبونه، اليه ولم يعصى الله ولم يغو,
الدليل الثاني:
القضية التي توصلنا إليها من الدليل السابق، يؤكده ايضا (العهد الجديد)/ الانجيل الذى بين يدى النصارى اليوم، والدليل ما جاء في رساله تيموثاوس الاؤلى الاصحاح الثانى
1Tm:2:14:
14 وآدم لم يغو لكن المرأة أغويت فحصلت في التعدي.
(الدليل الثالث):
لم تذكر خطيه ادم ولا مره واحده ولو بالصدفه على لسان المسيح فى الانجيل , وهذا يؤكد كلامنا ان المسيح لا علاقه له بخطيه أدم.
نتائج البحث
ومن هنا تنجلي لنا حقائق مهمة:
(أولا): يتكشف بالدليل ان ادم برئ من الذنب والمعصبه، وانه لم يغو، وأنه ليس هو المسؤول عن خطيئة البشرية، بل حواء هي المسؤوله .
(ثانيا): النصارى يتعتقدون أن الخطيئة الأبدية التي ورثها البشر عن المخطئ الأول لابد لها من فداء، فإذا تبين لنا، من خلال البحث السابق، أن حواء هي صاحبة الخطيئة الأولى، وأن آدم ضحية لغواية حواء، وأنه ليس المخطئ الأول، كان الأقرب إلى المنطق أن تكون الصورة على الشكل الآتي:
ـ أن يكون الذي يُقدَّمُ فداء للخطيئة الأولى امرأة وليس رجلا، فينزل الله تعالى إلى هذا العالم في صورة امرأة، لا في صورة رجل، ويكون اسمها يسوعه بدل يسوع , لكى تكفر عن خطيه حواء المراه التى اغويت , التى اثبتها، حسب ما رأينا، الكتاب المقدس , وادم برئ منها .
ـ وبما أن النصارى يعتقدون أن الفداء ينبغي أن يكون بأغلى ما يملكه مَن سيقدِّم الفداء، فيجب على الرب الذي سينزل متجسدا في صورة امرأة أن يقدم أغلا من تملكه المرأة، ألا وهو شرفها، إذ من العلوم أن شرف المرأة الطاهرة أغلى عليها من حياتها، فتكون الصورة الأقرب إلى المنطق، بتطبيقنا للمبادئ التي يصر عليها النصارى، أن يسح الرب، تبارك وتعالى، لليهود باغتصابه كفارة عن خطيئة حواء الأبدية، وتخليصا للبشرية من الغواية الموروثة. فيكون سفك دماء بكاره الرب الانسه يسوعه العفيفه الشريفه التى بلا خطيه , يمثل سفك الدماء الزكيه التى تقدم كذبيحه لتكفير الخطيه. وان ويكون اغتصاب اليهود للرب الانسه يسوعه، بدل صلب يسوع الرجل البرئ , هو الدليل العقلى الذى يقدمه لنا الكتاب المقدس على تكفير خطيه حواء التى اغويت بنص الانجيل , ويكون العار الذى يلحق بها، وبكل أهلها، والاهانه التى تعير بها الرب يسوعه، وتحقيرها بين الناس، هو قمه التضحيه من اجل فداء الجنس البشرى من عار وخطيه حواء التى لا يمحوها الا دم بكاره الرب يسوعه .
النتيجة الكبرى للبحث:
النتيجة الكبرى التي نخلص إليها من هذا البحث الموضوعي: هي أنَّ اغتصاب يسوعه، بدل صلب يسوع، هو الشعار الذى يجب على النصارى رفعه وتقديمه للبشريه .
ولا نظن أن عاقلا يقبل بمثل هذه العقيدة البشعة التي ترتبت على تلك المبادئ الفاسدة التي يصر عليها النصارى.
شكرا لك ايها القارئ الكريم على وقتك وانا منتظر جوابا علميا من الكتاب المقدس يقدمه لى النصارى , ردا على هذا البحث .
.....................................................
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
اخوكم حليمو
(أقرأ المزيد ... | التقييم: 3.80)
الصَّلب حقيقة أم افتراء؟ بقلم القس السابق إبراهيم الشوادفي
الصَّلب حقيقة أم افتراء؟ بقلم القس السابق إبراهيم الشوادفي
وفي هذه الرسالة الأخيرة يتوقف المؤلف مع قصة حادثة صَلْب المسيح التي يدّعيها النصارى، ويرى أن في نُسخ الإنجيل والتوراة بين أيدينا ما يدل على أن المصلوب ليس المسيح؛
1. ففي حين يحكي إنجيل متى: 27/27-31 أنه ( أَخَذ عسكرُ الوالي يَسوعَ... فَعَرَّوه وألبسُوه قرمزيًّا ó وضفروا إكليلاً من شوك ووضعوه على رأسه... وبصقوا عليه... وبعدما استهزؤوا به نزعوا عنه الرداء وألبسوه ثيابه ومضَوا به للصَّلب ).
والنص السابق فيه شيء لا بأس به من الوضوح، ولكن هنا افترقت الأناجيل الأربعة في أحداث القصة؛ فإنجيل يوحنا: 19/16،17 ينقل أن الذي حَمل الصليب هو المسيح: (فأمسكوا يسوع ó فخرج حاملاً صليبه). إلا أن الأناجيل الثلاثة اتفقت على مشهد مهم جدًّا يؤثر على سَيْر الأحداث ويتعارض مع ما سبق في إنجيل يوحنا؛ وهو أن الذي حمل الصليب ليس المسيح بل سمعان القيرواني (القيريني):
2. (وفيما هم خارجون وجدوا إنساناً قيروانيًّا اسمه سمعان، فسخّروه ليَحمل صليبَه ó ولمّا أتَوا إلى موضع يقال له جلجثة، وهو المسمى موضع الجمجمة ó أعطَوْه خلاًّ ممزوجاً بمرارة ليشرب. ولمّا ذاق لم يُرِد أن يشرب ó ولمّا صَلبوه اقترعوا ثيابَه مقترعين عليها لكي يتم ما قيل بالنبي: اقتَسَموا ثيابي بينهم وعلى لباسي ألقَوا قرعة ó ثم جلسوا يحرسونه هناك ó وجعلوا فوق رأسه عِلَّتَه [سبب صَلْبه] مكتوبة: هذا هو يسوع ملك اليهود ..) متى: 27/32-37. وقريب منه في إنجيل مرقس: 15/21-26. وفي إنجيل لوقا: 23/26.
وهذا النص مؤشر إلى:
1. اختلال في الرواية: حيث يقول يوحنا إن الذي حمل الصليب هو يسوع، وفي الأناجيل الثلاثة الأخرى أن الذي حمله هو سمعان القيرواني.
2. براءة يسوع: من أي جريمة توجب العقوبة حتى في قناعة بيلاطُس (لا أجد في هذا الرجل سبباً لاتهامه) كما في قصة الأناجيل الثلاثة غير يوحنا.
3. (والنفس التي تخطئ هي تموت): هكذا جاء صريحاً في سفر حزقيال: 18/20. وفي التثنية: 24/16: (لا يُقتل الآباء عن الأولاد، ولا يُقتل الأولاد عن الآباء؛ كل إنسان بخطيئته يُقتل). فإذا كان لديهم هذه النصوص فلماذا يُقَرِّر علماء الكنيسة بأن نزول "ابن الله" المسيح كان ضرورياً للتكفير عن خطيئة البشر الأصلية التي ارتكبها آدم؟!
4. اختلال في سُلَّم العقوبات: فالعقوبة تكون على قدر الجِناية، فهل الصلب بتلك التفاصيل العجيبة متناسب مع خطأ آدم؟ مع العلم أن الله عاقب آدم بإنزاله من الجنة! فلماذا يكرر العقوبة على غيره؟ أو لماذا يعاقب الله نفسه أو "ابنه"؟
5. عدم الحاجة إلى المعمودية: يقول المؤلف: "فإذا كان المسيح قد صُلب كفّارة عن خطيئة آدم، فما فائدة المعمودية للشخص المولود من أبوين مسيحيَّين مؤمنَين بقضية الصلب المزعومة، التي بها تمت عملية الفداء؟! إذن هم يعتقدون بأن خطيئة آدم ما زالت بحاجة إلى مَحْوِها".
6. أنّ المصلوب هو سمعان القيرواني: لأنه "كان على المحكوم عليه، وفقاً لما ورد في الشريعة، أن يحمل هو نفسه أداة تعذيبه" كما في هامش إنجيل يوحنا: 19/17 (دار المشرق-بيروت، جمعيات الكتاب المقدس في المشرق-بيروت ط 5/1999م). وفي التفسير التطبيقي للكتاب المقدس أيضاً: "كان المتَّهمُ المحكومُ عليه بالموت صَلباً يُجبر على حَمل صليبه عبر طريق طويل حتى موضعِ الصلب".
7. أن المصلوب ليس الرب: لأن الرب الخالق لا يشبه المخلوق، وهو بكل شيء عليم، وعلى كل شيء قدير، فإذا كان المصلوب هو يسوع "الرب" فلماذا تفاجأ مِن أنّ الله تَرَكه يُصلب؟ رغم أنه بحسب عقيدة النصارى لم يتجسد إلا ليُصلب للفداء، وقد أخبر هو نفسه بتفاصيل صَلبه واقتراع الشرطة على ثيابه...؟ وهل يكون بعض الرجال الشجعان أشدَّ صبراً من الإله؟! حيث (صرخ يسوع بصوت عظيم: إيلي! إيلي! لِمَا شَبَقْتَني؟ أي إلَهي إلَهي لماذا تركتني؟) متى: 27/45،46.
8. بل هو ليس حتى يسوع النبي؛ لأن النبي يصبر ولا يعترض على قضاء ربِّه خالقِه وحبيبه . وهل يخدع الله أنبياءه ويتركهم؟!
وبالتالي فالمصلوب ليس هو المسيح عيسى وإنما هو إنسان آخر شَبَّهَه اللهُ بسيدنا عيسى في أعين الناظرين إليه. قال الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿وما قَتلوه وما صلبوه ولكنْ شُبِّه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك مِنه ما لهم به من عِلْم إلا اتباعَ الظن وما قتلوه يقيناً ~ بل رَفَعه الله إليه...﴾ [النساء: 157،158].
فقد أشارت الآية أيضاً إلى الاختلاف السابق، [وهذا إذا غضضنا الطَّرْف عن إنجيل برنابا الذي خُتم بأن سيدنا عيسى رُفع إلى السماء واضعاً يديه على أجنحة الملائكة!
ربما بقي لديك سؤال! وهو: كيف انخدعَتْ هذه الملايين من الأجيال المتعاقبة بالصَّلب إذا لم يكن صحيحاً ؟
وسأترك الإجابة للإنجيل الذي أخبرنا بأن عظماء الكهنة (اليهود) عندما أرادوا تغيير وإخفاء قصة قيامة المسيح: (أعطَوا الجنود [الحرّاس الذين شاهدوا القيامة] مالاً كثيراً وقالوا لهم: "قولوا: إنّ تلاميذه جاءوا ليلاً فسرقوه ونحن نائمون. وإذا بلغ الخبر إلى الحاكم أرضيناه ودفعنا الأذى عنكم". فأخذوا المال وفعلوا كما لقّنوهم، فانتشرت هذه الرواية بين اليهود إلى اليوم) متى: 28/12-15. فكيف خُدع اليهود بهذه الكذبة ألفَي سنة؟! قد يكونون مخدوعين كما خُدع اليهود بإقرار الإنجيل؛ لأنهم يتوارثون العقائد من دون توَثّق وتدقيق وتَجرّد للحقيقة أينما كانت، فاعتمد أولئك الملايين على كَهَنة وشُرطة يكذبون ويتعاملون بالرشوة!
وأخيراً أيها القارئ المُتَنوّر: هذه قصة واقعية اعتنق فيها أحد القساوسة الإسلام، بناء على مثل هذه الإشكالات في "الكتاب المقدس" للنصارى؛ لأنه بحث عن الحق واختار أن يتبعه بعد أن تعرف عليه، ولو رجع ذلك عليه بصعوبات حياتية واجتماعية؛ لأن صعوبةَ البعد عن الحق بعد معرفته أكبر، وسعادةَ اعتناق الدين الذي حفظه الله من التحريف أعظم.
كما أن سيدنا عيسى عليه السلام لم يأتِ لِيَهْدِم بل ليُكْمِل، فإن سيدنا محمداً r قد أمر كلَّ مَن جاء بعده أن يتَّبعه ويؤمن به ليدخل الجنة وينجو من النار، ولا يُعتبر مؤمناً بمحمد من لم يؤمنْ بكل الأنبياء الآخرين ويعظمْهم عليه الصلاة والسلام.
فقال النبي محمد r: "لا يَسمع بي أَحَدٌ من هذه الأمة؛ يهوديٌّ ولا نصرانيٌّ، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرسلتُ إلا كان من أصحاب النار" رواه مسلم.
ولكنه بشّر اليهود والنصارى بمضاعفة الأجر إذا أسلموا فقال: "أَسْلِمْ تَسْلَمْ يُؤْتِك اللهُ أَجْرَك مرتين". أجرَ الإيمان بموسى أو عيسى + أجر الإيمان بمحمد عليهم الصلاة والسلام.
أيها المُحب لِسيِّدنا عيسى: أظن أن ما ورد في هذا المختصر كافٍ لإثبات أن محمداً رسولُ الله حقًّا، وأنه يجب اتّباع دينه فإذا كنت اقتنعت بذلك فلماذا لا تكون من أفضل النصارى مثل مؤلف كتابنا ممن وصفهم الربّ الكريم بقوله في القرآن : ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ ءَامَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ ءَامَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ ~ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا ءَامَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ~ وَمَا لَنَا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ ~ فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ~ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾ [المائدة:82-86].
مِفتاح الجنة بيدك فقل:
E أَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إلا اللهُ وأشهدُ أنّ محمداً رسول الله
وأنّ عيسى ابنَ مريم عبدُ الله ورسولُه وكَلِمتُه أَلقاها إلى مريمَ وروحٌ منه.
.................................................
نقلا عن موقع التوضيح لدين المسيح
(أقرأ المزيد ... | التقييم: 4.06)
دعوى صلب المسيح ( 1 ) بقلم الشيخ رشيد رضا
دعوى صلب المسيح ( 1 ) بقلم الشيخ رشيد رضا جاء في الجزء الأخير من الجريدة البروتستنتية نبذتان في الطعن بالإسلام : إحداهما محاورة في صلب المسيح ، والثانية طعن في القرآن وقيح ، وقد كانت هذه المجلة تطعن في الإسلام وكتابه ونبيه مع شيء من الأدب ونراها في هذه المدة هتكت ستار الأدب وتجاوزت حدوده ، مع أننا كنا نرجو أن تزيد في تحريه بعدما أسند تحريرها إلى نقولا أفندي روفائيل الذي نعرفه دمثًا لطيف الشمائل ، ولكنها نشوة الحرية في مصر ، والشعور بضعف نفوس المسلمين في هذا القطر فَعَلا في نفوس هؤلاء الدعاة إلى النصرانية ما لا تفعل الخمر ، فصار الواحد منهم إذا نسب الافتراء إلى سيد الأنبياء بالتصريح وكتبه ونشره يرى نفسه كأنه قد جلس على كرسي ميناس الأول أو رعمسيس الأكبر .
ونحن نقول : إن الحرية تنفع الحق ولا تضره ، وإن سوء الأدب يضر صاحبه ولا ينفعه وإن الشعب الضعيف قد يقوى بشدة الضغط المعنوي عليه فيتنبه إلى التمسك بحقه والدفاع دونه وعند ذلك تزهق الأباطيل .
وإننا لم نطلع على ما ذكر إلا بعد تهيئة أكثر مواد هذا الجزء من المنار فاختصرنا مقالة الخوارق والكرامات وكتبنا بدل تتمتها هذه الكلمات ، ونرجئ تفنيد أقوالهم في القرآن إلى الجزء الثالث من المنار ، ونخص كُليماتنا هذه في مغامز ذلك الحوار .
ذكرت المجلة أن الحوار كان في مكتبة البروتستان في السويس بين محررها وبعض المسلمين ، وأن المسلم احتج بالقرآن على نفي الصلب فأجابه المحرر : هبْ أنك كنت معاصرًا للمسيح وممن يعرفونه شخصيًّا وحضرت في مشهد الصلب خارج أورشليم فماذا كنت ترى ؟ قال : كنت أرى - ولا شك - المسيح مصلوبًا كما رآه الجمهور ، قلت : وماذا يكون إيمانك ويقينك حينئذ ؟ قال : كنت أوقن وأؤمن وأشهد أنه صُلب حقًّا كما أبصرت بعيني وأبصر الجمهور في رائعة النهار .
قلت : افرض أنك فيما أنت مؤكد بهذا التأكيد عن صلب المسيح وإذا برجل أمي من العرب - أولئك القوم المشركين - يقول لك : أنت المؤمن وقد مضى على حادثة الصلب نحو سبعمائة سنة عبارة القرآن هذه : ( وما صلبوه وما قتلوه ) ( كذا ) فهل تستطيع أن تكذب عيانك وعيان الجمهور وتصدق خبر هذا الأمي ؟ وهل الخبر أصدق من العيان ؟ قال : إذا كنت أعلم أن هذا الأمي المكذب للصلب رسول الله فأصدق خبره وأكذب عياني وعيان الجمهور ؛ لأن الله أعلم منا بحقائق الأمور .
قلت : وهل علمت أنه رسول الله وأن هذه العبارة من وحي الرحمن لا من تلقين الشيطان ؟ قال : نعم علمت ذلك بدون شك ، أجبت : كيف علمته ؟ قال : إن محمدًا ( صلى الله عليه وسلم ) لما بعث رسولاً أيده الله بالمعجزات الباهرة .
قلت : ليس لمحمد معجزة بدليل قوله : [ وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ ]( الإسراء : 59 ) ولكن هب أن له معجزة وأنت رأيتها فبأي حق تُرجح حكم حسك في رؤية معجزات محمد على حكمه في رؤية صلب المسيح أَوَ لست تعلم أنه إذا أرى اللهُ الناسَ شيئًا على خلاف حقيقته ثم كذَّب ما أراهم إياه لا يعود الناس يصدقونه إذا أراهم شيئًا على حقيقته ! تعالى الله عن ذلك التلاعب ، وهل هذا هو الدليل القرآني الذي تحاول أن تنفي به حقيقة شهدت لها الكتب المقدسة من قبل ومن بعد ، وأثبتها التاريخ والآثار وعاينها جمهور عظيم من كل أمة تحت السماء ؟ ! وعند سماعه حجتي لم يكن عنده رد عليها وأمسك عن الكلام وخرج هو وأصحابه ! وعدا ذلك اعلم - أيها القارئ العزيز - أن عبارة القرآن : [ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ ]( النساء : 157 ) منقولة عن بقايا فرقة صغيرة من النصارى قد مرقت عن الحق يقال لها ( الدوسيتيين ) الذين اعتقدوا بلاهوت المسيح تمامًا كما تعتقد النصارى اليوم ومن البدء ؛ ولكنهم أنكروا ناسوته وزعموا أن الجسد الذي ظهر به المسيح إنما كان صورة فقط لا حقيقة له أشبه بالظل والخيال وأوَّلوا الآيات الإنجيلية التي تثبت كون جسده كسائر الأجساد ما عدا الخطيَّة فقالوا عن نموه في القامة : ما كان ينمو ولكن شبه لهم وعن تناوله الطعام قالوا : ما كان يأكل ولا يشرب ؛ ولكن شبه لهم ، وعن نومه وسائر أعماله الجسدية المشار إليها في الإنجيل قالوا : لم تكن حقيقية بل شبهت لهم وعن صلبه وموته قالوا : ( ما صلبوه وما قتلوه ولكن شبه لهم ) فمحمد إذ سمع مقالتهم بصلب المسيح صورة دون الحقيقة ولم يكن يعلم المبدأ الذي ترتب عليه هذا القول بادر بالمصادقة عليه رغبة في تنزيه المسيح عن الموت المهين ونكاية في اليهود ، والدليل على ذلك أن مقالة التشبيه هذه لا يمكن أن تخطر مباشرة على بال عاقل ما لم يكن لها مبدأ كالذي ذكرناه اهـ .
هذه هي المحاورة التي أوردها بحروفها ونقول له في الجواب : إن الإسلام سيهدم الوثنية التي غشيت جميع الأديان السماوية حتى يرجع الناس إلى الدين القيم دين التوحيد القائم على أساس الفطرة المطابق للعقل حتى يعترف الناس أن الوثنية السفلى كعبادة الحجر والشجر مثل الوثنية العليا ، وهي عبادة البشر ، فهو يهدم كل دين بالبراهين الراجحة ، فكيف تقوى عليه هذه السفسطة الفاضحة ؟ ! إذا فرضنا أن أجوبة المسلم له كانت قاصرة في معناها على ما كتبه فلا شك أن ذلك المسلم عامي غِرٌّ ، والظاهر أنه زاد في القول ما شاء وحرَّف فيه ما شاء كما هي عادتهم ، وكما تدل عليه المبالغة في تأكيد الصلب من المسلم بناءً على ذلك الفرض ككلمة ( كنت أرى ولا شك ) وكلمة ( كما رآه الجمهور ) وكلمة ( كنت أوقن وأؤمن وأشهد ) ومن عادة المنكِر إذا أقر بشيء على سبيل التسليم الجدلي الفرضي أنه لا يؤكده بمؤكد ما فكيف نصدق أن ذلك المسلم انسلَّ من هذه العادة الطبيعية العامة وغلا كل هذا الغلو في تأكيد الصلب ثم انقطع عن المناظرة وتوهم أنه رأى المسيح مصلوبًا حقيقة وحار في التطبيق بين مشاهدته ، وقول مَن قام البرهان على عصمته ؟ ! ونحن نذكر للكاتب البارع جواب المسلم العالم بدينه عن هذه المسائل .
أما الجواب عن السؤال الأول : فكل من يعرف الإسلام يقول فيه : إنني لو كنت في زمن المسيح وكنت أعرف شخصه لجاز أن يشتبه عليَّ أمر تلك الإشاعة كما اشتبه على غيري ، فالنصارى أنفسهم لا ينكرون أنه وقع خلاف في الصلب ، وأن بعض الأناجيل التي حذفتها المجامع بعد المسيح بقرون كانت تنفي الصلب ومنها إنجيل برنابا الذي لا يزال موجودًا رغمًا عن اجتهاد النصارى في محوه من الأرض كما محوا غيره .
وإذا كانت المسألة خلافية وكان الذين اختلفوا فيه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن فما علينا الآن إلا أن نأخذ بما قاله عالِم الغيب والشهادة في كتابه المنزل على نبيه المرسل .
وبهذا الجواب سقط السؤال الثاني وجوابه وكذلك السؤال الثالث .
ومع هذا نقول : إن السؤال الثالث غير وارد بحال فإنه ليس عندنا مسألة مشاهَدة وجاءنا رجل أمي من المشركين يكذبها ولو وقع هذا لكذبنا المشرك الأمي وصدقنا بصرنا .
وإنما عندنا مسألة تاريخية اختلف فيها الناس وظهر فينا نبي أمي باتفاق جميع الأمم ؛ ولكنه علمنا الكتاب والحكمة وهدم الشرك والوثنية من معظم الممالك بقوة إلهية أعطاه الله إياها .
ومما جاء به حل عُقد الخلاف بين الملل الكبيرة ومنها هذه العقدة فوجب اتباعه في ذلك .
وعجيب من نصراني يبني دينه على التسليم بأقوال مناقضة للحس والعقل في كتب ليس له فيها سند متصل ثم يحاول هدم كتاب سماوي منقول بالتواتر الصحيح حفظًا في الصدور والسطور بمعول وهمي ، وهو فرض أننا رأينا المسيح مصلوبًا وما رأيناه مصلوبًا ، والفرض الموهوم لا يمس الثابت المعلوم ، يقول هذا النصراني : إن التوراة التي يحملها هي كتاب موحى من الله تعالى وكله حق .
وفي هذه التوراة مسائل كثيرة مخالفة للحس والبرهان العلمي فكيف يؤمن بها ؟ كيف يؤمن بقولها إن الرب قال للحية : ( وترابًا تأكلين كل أيام حياتك ) وهذه العبارة تفيد بتقديم المفعول أنها لا تأكل غير التراب وقد ثبت بالمشاهدة أنها تأكل غير التراب كالحشرات والبيض ولا تأكل التراب مطلقًا ، وكيف يؤمن بأن الواحد ثلاثة والثلاثة واحد ، وأن كلاً من هذه الوحدة وهذا التعدد حقيقي ؟ وأمثال ذلك كثير في الكتابين .
وأما السؤال الرابع فجوابه أننا علمنا أن محمدًا رسول الله ، وأن ما جاء به وحي من الله بالبراهين القطعية ، ومنها ما أشرنا إليه آنفًا في مقالات الكرامات والخوارق ( راجع المسألة العاشرة ) ، وقررناه بالتفصيل في مقالات سابقة ، وأثبتنا آنفًا من نص توراتكم وإنجيلكم أن الآيات والعجائب الكونية لا تدل على النبوة وأنها تصدر على أيدي الكذبة والمضلين .
هذا إذا سلمنا أن النبي e لم يؤتَ إلا آيات الكتاب العلمية ، وما كان على يديه من الهداية العملية وكلاهما يدل على نبوته كما تدل المؤلفات النفيسة في علم الطب والمعالجات الناجعة النافعة على أن صاحبها طبيب بخلاف عمل العجائب ، إذا جعل دليلاً على أن صاحبه طبيب ؛ لأنه لا ينخدع به إلا الجاهلون ؛ لأنه لا علاقة بين معرفة الطب وبين عمل الأعجوبة وللمسلم أن يقول : إن النبي الأعظم e قد أُوتي آيات كونية كثيرة ولكنه لم يجعلها هو ولا أتباعه من بعده عمدة في الدعوة إلى دينه ؛ لأن دلالة هذا النوع من الآيات أضعف ولأن خاتم النبيين جاء يخاطب العقول ويؤيد العلم ويحدد الأسباب ويبطل السحر والكهانة والعرافة والدجل ؛ ليرتقي الإنسان بعلمه وعمله ولا يستخذي لعبد من عبيد الله تعالى . وأما قوله تعالى : [ وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ ]( الإسراء : 59 ) فهو مخصوص بالآيات التي تقترحها الأمة ، فتعريف الآيات فيه للعهد بدليل ما رواه أحمد والنسائي والحاكم والطبراني وغيرهم في سبب نزوله وهو أن قريشًا اقترحت على النبي e أن يجعل لهم الصفا ذهبًا وأن ينحّي عنهم الجبال فيزرعوا ! ولا يخفى أن هذه أسئلة تعنت وعناد وإلا فالآية أو الآيات التي أيده الله تعالى بها بينة لم يقدروا على معارضتها ولا نقضها .
ولما طلبوا آية غير معينة كما هنا نزل قوله تعالى : [ أَوَ لَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ ]( العنكبوت : 51 ) .
وأما قول النصراني : إن محمدًا أخذ إنكار الصلب عن الدوستيين .
فهو من اللغو الذي يعرض عنه المسلم ؛ ولكننا نذكر بمناسبته خليقة من خلائق هؤلاء المعتدين من دعاة النصارى وطريقتهم في الاعتراض على القرآن وهي أنهم يقولون فيما ورد فيه عن الأنبياء والأمم مما هو معروف ويعترف به أهل مذهبهم : إنه أخذه عنا وليس وحيًا من الله .
وفيما هو معروف عند غيرهم ولم يوافق أهواءهم : إنه مأخوذ عن الطائفة الفلانية الكاذبة الضالة المبتدعة وليس وحيًا ! وفيما لا يعرف عندهم ولا عند غيرهم كالأمور التي جهل تاريخها واندرست رسومها : إنه غير صحيح ولا وحي ؛ لأنه لا يعرفه أحد ، ولا يخلو الكلام في الأمم من هذه الأقسام ، والنبي الأمي لم يتعلم من أحد مذاهب الأمم وآراء الفرق المختلفة ؛ لأنه لم يكن في بلاده من يعرفها ؛ ولأنه لم يكن يعرف غير لغة قومه الأميين الجاهلين ؛ ولأنه لم يوافق طائفة في كل ما تقول وتَدين بل اتبع الوحي المنزل عليه من الله والله علام الغيوب .
وإن لنا في هذا المقام تنبيهًا آخر : وهو أن اعتداء هؤلاء المعتدين على الإسلام وتصدينا للرد على أباطيلهم عقبة في طريق الدعوة إلى الاتفاق ، وإزالة الضغن والشقاق والتعاون على عمارة البلاد ؛ فإن المسلمين يعلمون أن هؤلاء الطاعنين في الإسلام مستأجَرون من قِبل الجمعيات الدينية ؛ لتشكيك عامة المسلمين في دينهم وإهانة كتابهم ونبيهم ، وأن هذه الجمعيات تنفق على دعاتها في كل سنة أكثر من ثلاثة ملايين جنيه لأجل هذا الغرض ، ونتيجة هذا أن النصارى بمجموعهم لا يمكن أن يرضوا عن الأمة الإسلامية حتى تتبع ملتهم ؛ فالذنب في كل عداوة وشقاق على النصارى دون المسلمين .
وأما ردنا عليهم وتصدينا لبيان أباطيلهم فلا ينبغي أن يكون له تأثير سيئ في النصارى ؛ لأنه دفاع لا اعتداء فإن رد الشبهات الواردة على الدين فريضة دينية على جميع المسلمين إذا لم يقم بها أحد كانوا جميعًا عصاة لله تعالى فاسقين عن أمره ، فنحن ندفع الحرج عن نفسنا وعن جميع المسلمين في هذه البلاد بحكم الاعتقاد المالك لروحنا والمتصرف في إرادتنا وهم ليسوا كذلك .
ومن البلاء أن هؤلاء الطاعنين لا يؤثر فيهم البرهان ؛ لأنهم لا يطلبون الحق وإنما يطلبون المال فإذا استطعنا إسكات غيرهم ممن يكتب لمنفعة شخصه فلا يتيسر لنا إسكاتهم لأن منفعتهم الشخصية مرتبطة بهذا الطعن ؛ ولذلك نضطر إلى الرد عليهم دائمًا عملاً بالواجب المحتم علينا في الدين فلا يلومنا عقلاء النصارى الذين عرفوا مضرة التعصب الذميم بل يجب عليهم أن يساعدونا عليهم بتخطئتهم في سيرهم .
وإن كانوا راضين منهم فهم أنصارهم وأولياؤهم .
والله وليّ المؤمنين .
((يتبع بمقال تالٍ))
عن مجلة المنار عدد المحرم 1321هـ - مايو 1903م
(أقرأ المزيد ... | التقييم: 4.5)
دعوى صلب المسيح ( 2 ) بقلم الشيخ رشيد رضا
دعوى صلب المسيح ( 2 ) بقلم الشيخ رشيد رضا
تكلمنا في الجزء الماضي عن تمويه محرر مجلة البروتستانت على بعض عوام المسلمين في هذه المسألة وأقوى ما يخادعون به أنه لا يعقل أن رجلاً مشهورًا كالمسيح يشتبه على اليهود وشرطة الرومان فلا يميزونه من غيره .
وفاتنا أن نذكر أن في الأناجيل عبارات كثيرة تدل على أن الاشتباه حصل بالفعل . وقد كتب إلينا من السويس كاتب في ذلك فرأينا أن ننقل عبارته بنصها وهي : ( قد اطَّلعت على ما جاء في المنار ردًّا على بشائر السلام في مسألة صلب المسيح ) .
ولما كنت قد كتبت على المجلة المرسلة إليَّ من نقولا كتابة في هذا الشأن ورددتها إليه رأيت أن أطلع حضرتكم على مضمون ما كتبت فلعلك تجد فيه ما يناسب المنار ، وإن كان ما كتبته موجزًا فعلى المنار الإيضاح والمراجعة والتفصيل .
قلت عند قوله : ( قال المفسرون إن الله ألقى شبهه .. إلخ ) إن المفسرين قسمان قسم يفسر من طريق الإيمان على سنة المسيحية وهم الذين نقلت قولهم ، وقسم يفسر من طريق العلم والعقل على سنة الإسلام وقد فسروا هذه الآية بما لا يبعد عما ورد في أناجيلكم التي تقرؤونها ولا تفهمونها ، ورد في الإنجيل أن المسيح قال لتلامذته : إنكم ستنكرونني قبل أن يصيح الديك .. إلخ ( أنكرت الشيء لم أعرفه ) وورد أيضًا فيه أن المسيح خرج من البستان فوجد أعداءه فقال لهم : مَن تطلبون ؟ فقالوا : المسيح .
فقال : هو أنا ذا فقالوا : إنما أنت بستاني ولست بالمسيح وهكذا كانوا كلما وجدوه أنكروه وخانتهم أبصارهم في رؤيته وعمي عليهم واشتبه منظره ( وخيانة النظر ثابتة قطعًا ) فلما أعيتهم الحيل استأجروا يهوذا الإسخريوطي بثلاثين درهمًا ليدلهم عليه لتمكُّّّنه منه فلا يشتبه عليهم ، وهذا في الإنجيل أيضًا فهذه الحيرة المفضية إلى استئجار دليل يدل عليه مع ملاحظة أنه رُبِّيَ في وسطهم وكانوا يعجبون بفصاحته وحكمته كما هو وارد في الإنجيل أيضًا تدل بأجلى بيان وأوضحه على أنهم كانوا في شك منه ، وكان يشبه لهم بغيره فكلما اجتمعوا عليه اشتبه عليهم وعمي في نظرهم وخانتهم أبصارهم وظنوه غيره وما حصل لهم حصل لدليلهم ( يهوذا ) وقد ورد في الإنجيل أنهم حينما ساقوه للصلب كانوا يستحلفونه : هل أنت المسيح ؟ فكان يقول : هذا ذا فمنه يعلم أنهم كانوا لم يزالوا في شكهم حتى بعد الاستئجار ووجود المرشد والدليل ، فلما أعياهم الأمر عمدوا إلى مَن غلب على ظنهم أنه هو المسيح والمسيح في السحابة البيضاء مع موسى كما في الإنجيل أيضًا ثم صلبوا ذلك الرجل الذي كانوا يستحلفونه ، وغلب على ظنهم أنه هو المسيح فهل كل هذا كان لظهور المسيح واضحًا لهم أو لأنهم كلما طلبوه شُبه لهم وألقى شبه غيره عليه وعمي عليهم وخانتهم أبصارهم فعمدوا إلى يهوذا واستأجروه ليدلهم عليه ، فما كان بأمثل منهم في ذلك وأدتهم خاتمة المطاف إلى أخذ من غلب على ظنهم أنه هو وصلبوه ، وما هو منه بشيء بل المسيح ساخر منهم ضاحك عليهم يقول : أنا المسيح ! فيقولون : لست هو ، حتى قتلوا غيره وصلبوه وهو محجوب عن أنظارهم مشتبه عليهم قد شُبه لهم بالبستاني مرة وبغيره أخرى وبذلك نجَّاه الله من كيدهم فما نالوه بسوء [ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّن ]( النساء : 157 ) المبني على إرشاد يهوذا المشكوك فيه كما علمت من نص الإنجيل [ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ]( النساء : 157 ) .
هل فهمت يا حضرة المبشر الآية وكيف كانت عبارات الإنجيل حجة للإسلام لا عليه ؟ .
فاقرؤوا الأناجيل وافهموها ؛ فقد وسع الله لكم على يد البروتستانت ولا تكونوا كالذي يحمل أسفارًا اهـ .
أركان الدين الصحيح ضاق هذا الجزء عن رد شبهات النصارى على القرآن وغير ذلك مما كنا وعدنا به لطول مقالة ( النبأ العظيم ) أكثر مما كنا نتوقع ، وقد صدر الجزء الخامس من المجلة البروتستنتية قبل صدور هذا المنار قرأنا فيها نبذة في أركان الدين الصحيح يقول فيه الكاتب الذي ينتمي إلى المسيح ما نصه : وإن المذهب الذي يجب على كل فرد أن يختاره لنفسه هو أكثر المذاهب مشابهة لروح الآلهة وأقربها لصفاتهم .. إلى آخر ما قاله وكرر فيه لفظ ( الآلهة ) ثم فسر هذا المذهب بقوله : ( ذلك المذهب الذي ينادي : أن يا قوم أحسنوا إلى مَن أساء إليكم فتلك صفات الله ، ذلك المذهب إنما هو مذهب إلهي بلا مراء ) ، ثم ذكر أن المذهب إذا قال لتابعيه جاهدوا في سبيل الله ودافعوا عن أنفسكم في سبيل الله يكون بريئًا من الله والله بريئًا منه ؛ لأن العزة الإلهية لا تأمر بالقتال مهما كان الغرض شريفًا .
وأجاب عن أمر التوراة بني إسرائيل بإبادة بعض الأمم المجاورين لهم ( بأنه ) كان أمرًا وقتيًّا لازمًا للتوصل إلى المسيحية ديانة السلام والمحبة ) ! .
ثم ذكر اعتراض الناس على هذا المذهب بكون محبة الأعداء وترك المدافعة عن النفس مستحيل ، واعترف بأن هذا صحيح بالنسبة إلى معارف البشر الآن وقال : إن معارفهم سترتقي في المستقبل إلى فهمه .
فملخص هذا الدين الإلهي : ( 1 ) أنه يوجد آلهة متعددة وأن أخلاقهم متفقة على محبة أعدائهم ولا شك أن أعداءهم هم الذين لا يؤمنون بهم ، ولا معنى لمحبتهم إلا عدم مؤاخذتهم على الكفر فالنتيجة أن هذا الدين دين إباحة ومبطل لنفسه ولغيره .
( 2 ) أنه يأمر بمحبة الأعداء وترك المدافعة وذلك مستحيل بحسب ما وصلت إليه معارف البشر إلى القرن العشرين من ظهوره ؛ ونتيجة هذا أنه لم يتبعه أحد حتى الآن .
و ( 3 ) أن هذا المذهب يخالف قول المسيح : ( وهذه هي الحياة الحقيقية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك .
ويسوع المسيح الذي أرسلته ) ( يوحنا 17 ) وقوله : ( لا تظنوا أني جئت لألقي سلامًا على الأرض ، ما جئت لألقي سلامًا ؛ بل سيفًا ؛ فإني جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه والابنة ضد أمها ، والكنة ضد حماتها وأعداء الإنسان أهل بيته ) ( متّى 10-34و35 ) وقوله : ( جئت لألقي نارًا على الأرض ) ( لوقا 13-94 ) وقوله : ( إن كان أحد يأتي إليَّ ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته حتى نفسه أيضًا فلا يقدر أن يكون لي تلميذًا ) ( لوقا 14-26 ) وقوله : ( أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامي ) ( لوقا 19-27 ) وأمثال ذلك .
فأي الدينين دين المسيح عليه السلام ؟ !
عن مجلة المنار عن مجلة المنار عدد صفر 1321هـ - يناير 1903م
(أقرأ المزيد ... | التقييم: 5)
صلب المسيح وعقيدة الفداء عند النصارى
صلب المسيح وعقيدة الفداء عند النصارى دين النصارى دين مليء بالغرائب والتناقضات ، وليس أقل تلك الغرائب البدعة التي اخترعها النصارى فيما يتعلق بصلب المسيح – عليه السلام – وليست الغرابة في دعوى صلبه – فقد قتل قبله أنبياء كثيرون – لكن الغرابة في فلسفة تلك الحادثة المخترعة التي تحولت في نظر النصارى من مصدر للألم ، إلى مصدر للفرح والسرور ، إذ يعتقد النصارى أن المسيح – عليه السلام – ابن لله عز وجل وهو في ذات الوقت إله مساو لله أو دونه – على خلاف بينهم في ذلك - وهنا مصدر الإشكال ، إذ كيف لابن الإله أن يصلب ، ويهان ، ويعلق على خشبة ، ويبصق في وجهه في مشهد تتفطر له الأكباد ؟!! فلأي شيء يترك الإله ابنه ، بل كيف للابن – الذي له صفات الإله في نظرهم – أن يترك حفنة من اليهود التعساء تفعل به هذه المهانة ، بل وتسخر منه أمام الملأ قائلة : يا من يدعي أنه يبني الهيكل في ثلاث ، كيف لا تستطيع أن تخلص نفسك ، كل ذلك وابن الإله " الإله " عاجز عن دفع الضر عن نفسه فضلاً عن أن يوقع الضرَّ بغيره ممن صلبه . ويذكر النصارى في أناجيلهم أن المسيح صاح جزعا : "إيلي، إيلي، لَمّا شَبَقتاني؟ " أي : "إلهي، إلهي ، لماذا تركتني؟"( متى الإصحاح (27) رقم (46-47) ، ويجيب النصارى على هذه التساؤلات الجوهرية – التي تبين فساد وبطلان معتقدهم – بقولهم : إن الخلق ومنذ أن أكل آدم – عليه السلام - من الشجرة وهم يعيشون تحت وطأة الخطيئة ، فالمولود يولد مخطئاً ويعيش مخطئا بعيدا عن الله عز وجل جراء تلك الخطيئة الأولى ، فلما أراد الله أن يغفر لهم أخرج ابنه وأسكنه في بطن مريم العذراء – عليها السلام – يتغذى مما في بطنها، ثم أخرجه مولوداً ، وترعرع كما يترعرع الصبيان ، حتى إذا شبَّ وكبر ، سلمه لأعدائه ليصلبوه ، فيكون ذلك كفارة عن خطيئة آدم – عليه السلام – التي لحقت سائر الناس ، ويذهب النصارى إلى أبعد من ذلك في تفسير حادثة صلب الإله – في نظرهم – إذ يعتقدون أن المسيح - ويسمونه المخلص - لم يخلصهم من خطيئة آدم الأولى فحسب ، بل خلصهم من جميع الخطايا التي ارتكبوها والتي سيرتكبونها ، إذ يكفي – في نظرهم - أن يؤمن النصراني بالمسيح لينال رضا الله ، وليفعل بعد ذلك ما يشاء . هذه هي فلسفة النصارى فيما يفسرون به قصة صلب إلههم ، ونحن على يقين أن الناقد لن يكون بحاجة إلى معرفة الحقائق الإسلامية عن حياة عيسى عليه السلام لينقض هذا الهراء المتهافت ، ذلك أن ما يزعمه النصارى مناقض للعقول المستقيمة، ولأجل ذلك أصبحت تلك المعتقدات الكنسية عرضة لهجوم تيارات كثيرة كالعلمانية والملاحدة ، ولعل أول ما يرد على النصارى في عقيدة الفداء هو اتهامهم لله عز وجل بالظلم من جهة ، وبالعجز من جهة أخرى ، أما الظلم فلأن الله قد قضى : #{ أَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى }##( النجم:38 ) وليس هذا الأمر مقرراً في القرآن وحده بل هو منصوص عليه في التوراة أيضاً فقد جاء في "سفر التثنية":- " لا يُقتل الآباء عن الأولاد، ولا يُقتل الأولاد عن الآباء، كل إنسان بخطيئته يقتل"أهـ ، فهذا نص توراتي صريح يؤيد النص القرآني بألا يتحمل أحد جريرة أحد ، فما بال النصارى يريدون أن يحملوا البشرية جميعاً خطأ آدم عليه السلام ، أليس مقتضى العدل أن يتحمل آدم - عليه السلام - وزر خطيئته وحده دون غيره ، مع العلم أننا نعتقد كما أخبرنا القرآن أن آدم عليه السلام تاب إلى الله عز وجل فتاب الله عليه وانتهت القضية عند ذلك ، وما نرى دعوى النصارى في عقيدة الفداء إلا اختراع اخترعوه ليبرروا قولهم بأن الإله صلب ، وهو أمر باطل من أساسه ، وما بني على الباطل فهو باطل . هذا ما يلزمهم من اتهام الله بالظلم ، أما اتهام الله عز وجل بالعجز فيظهر من خلال تلك التمثيلة الطويلة التي اخترعها النصارى من حمل مريم بالإله إلى ولادته إلى صلبه ، كل ذلك ليغفر الله للناس خطيئة آدم التي لحقتهم، وكأن الله عاجز عن غفران خطيئة آدم إلا بتلك الطريقة السمجة التي ذكروها . إن في دعوى النصارى أن ابن الإله أهين وبصق في وجهه وصلب على خشبة حتى مات مسبة شنيعة ما تجرأ عليها أحد من العالمين ، حتى الوثنيون لم ينسبوا هذا النقص لآلهتهم وهي من الحجارة والطين ، لذلك كان عمر رضي الله عنه يقول : "أهينوهم – أي النصارى - ولا تظلموهم، فلقد سبوا الله عز وجل مسبة ما سبّه إياها أحد من البشر" أ.هـ . وكان بعض أئمة الإسلام إذا رأى صليباً أغمض عينيه عنه، وقال: "لا أستطيع أن أملأ عيني ممن سب إلهه ومعبوده بأقبح السب ".أهـ. وقال بعض عقلاء الملوك: " إن جهاد هؤلاء واجب شرعاً وعقلاً فإنهم عار على بني آدم مفسدون للعقول والشرائع" أهـ. ويعجبني ما قاله قس مصري أسلم : ( إن كان المسيح رباً فلماذا يحتاج كي يغفر للعباد ويُكفّر ذنوبهم أن يُصلب ويُهان ويُصفع ويُبصق في وجهه ..!! ) وأين هذا من قوله تعالى : { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }(الزمر:53) . ومن العجب أن يوجد في التوراة التي يؤمن بها النصارى ويسمونها العهد القديم لعن من عُلِّق على خشبة ، ففي سفر التثنية (21/23) : "ملعون من تعلق بالصليب" ، فهل أصبح المسيح – عليه السلام – ملعوناً ، إن جواب النصارى على ذلك ليصيب العاقل بالحيرة والذهول ، إذ يقول بولس في رسالته إلى أهل غلاطية (3/13) : " المسيح افتدانا من لعنة الشريعة إذ صار لعنة لأجلنا " أهـ. فانظر إلى عقول هؤلاء كيف يصمون إلههم باللعنة ثم يعبدونه ويقدسونه ، إنها عقول فسدت فجعلت من الإله ملعونا ، وفسدت فجعلت الثلاثة واحدا ، وفسدت فعظمت الآلة التي قتل عليها إلههم ،حيث علق كل واحد على صدره صليبا. هذه هي عقول النصارى، وإن المرء ليعجب أشد العجب من دين هذا مبدأه وتلك أصوله يكاد يهدم بعضها بعضاً، ومع ذلك تتبعه هذه الملايين الغفيرة من البشر ، فهل فقدت تلك الجماهير عقولها ؟ أم جمدتها ، أم إن إيمانهم بهذا الدين لم يكن عن فكر واقتناع وإنما كان لسهولة وجدوها فيه ، إذ يكفي الإيمان بألوهية المسيح حتى ينال أحدهم رضا الله عز وجل، هذه احتمالات جميعها واردة ، وبعضها أسوأ من بعض ، ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نحمد المولى عز وجل أن أكرمنا بالإسلام ، الدين الحق الذي ارتضاه لعباده ، وحفظه من تحريف الغالين ، وإبطال المبطلين ، ونسأله سبحانه أن يحيينا عليه، وأن يميتنا عليه ، وأن يبعثنا عليه، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، والحمد لله رب العالمين . .......................... نقلا عن موقع التوضيح لدين المسيح
(أقرأ المزيد ... | التقييم: 3.5)
هل حقق المسيح متطلبات ذبيحة الخطية ؟
هل حقق المسيح متطلبات ذبيحة الخطية ؟
يوسف عبد الرحمن
تحدد التوراة أن ذبيحة الخطيئة يجب أن تكون بلا أي عيوب جسدية [ تثنية : 17 : 1 ] : " لا تذبحوا للرب إلهكم ثوراً أو حملاً فيه عيب أو شيء رديء ، لأن ذلك رجس لدى الرب ". [ ترجمة الحياة ] وفي [ تثنية 15 : 21 ] : " ولكن إن كان في البكر عيب ، من عرج أو عمى أو أي عيب ، فلا تذبحه للرب إلهك ". [ ترجمة الحياة ]
والآن هل حقق المسيح متطلبات ومواصفات ذبيحة الخطية المنصوص عليها ؟
ان موت المسيح المزعوم لم يحقق متطلبات ذبيحة الخطية، ذلك لأنه طبقاً لنصوص الأناجيل فإن المسيح قبل الصلب المزعوم قد تعرض للضرب والجلد والتشويه الجسدي ، طبقاً للآتي :
انجيل يوحنا ( 19 : 1 طبعة الفاندايك ) : " فحينئذ أخذ بيلاطس يسوع وجلده ، وظفر العسكر إكليلاً من شوك ووضعوه على رأسه .... وكانوا يلطمونه" . وفي انجيل متى ( 27 : 26 طبعة الفاندايك ) : " وأما يسوع فجلده وأسلمه ليُصلب " . وفي انجيل لوقا : ( 22 : 36 طبعة الفاندايك ) : " والرجال الذين كانوا ضابطين يسوع كانوا يستهزئون به ، وهم يجلدونه ) [ ملاحظة : تم حذف كلمة يجلدونه من هذه الفقرة من بقية التراجم الأخرى ] وفي انجيل مرقس ( 15 : 19 طبعة الفاندايك ) : " وكانوا يضربونه على رأسه بقصبة ". وأيضاً في مرقس ( 14 : 65 طبعة الفاندايك ) : " يلكمونه ويقولون له تنبأ ". وفي انجيل يوحنا ( 19 : 3 طبعة الفاندايك ) : " وكانوا يلطمونه " .
ولكي نتخيل شكل هذه الذبيحة التي ستـقـدم لله - والعياذ بالله - ، إليكم هذه الصور من فلم المسيح الأخير :
لا شك - أخي القارىء - أن موت المسيح المزعوم لم يحقق متطلبات ذبيحة الخطية ..... وما بني على باطل فهو باطل .....
(أقرأ المزيد ... | التقييم: 4.4)
أين العدل في صلب المسيح
يعتقد النصارى أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة الأزلية PECHE ORIGINAEL وهي التي ارتكبها آدم تحت تأثير زوجته بإغواء من الحية حينما أكل من الشجرة ، وانتقلت بطريق الوراثة إلى جميع نسله ، وكانت ستظل عالقة بهم إلى يوم القيامة ، لولا أن افتداهم المسيح بدمه كفارة عن خطاياهم . وأساس هذا الموضوع عند المسيحيين أن من صفات الله العدل والرحمة ، وبمقتضى صفة العدل كان على الله أن يعاقب ذرية آدم بسبب الخطيئة التي إرتكبها أبوهم وطرد بها من الجنة واستحق هو وأبناؤه البعد عن الله بسببها ، وبمقتضى صفة الرحمة كان على الله أن يغفر سيئات البشر ، ولم يكن هناك من طريق للجمع بين العدل والرحمة إلا بتوسط ابن الله الوحيد ليموت على الصليب كفارة ونيابة عنهم ، وبهذا العمل يكون الله قد جمع بين عدله ورحمته مع الانسان وأخذ العدل حقه ، وظهرت رحمة الله !! . لا شك ان ما يدعيه المسيحيون ليس مخالفاً للحق والعدل فحسب ، بل ولنصوص كتابهم المقدس أيضاً وقبل ان نذكر هذه النصوص نقول : 1) من الواضح والمعلوم أن المخطأ هو آدم وزوجته ، وليس الأولاد ، ومن العجيب أن المسيحيون يصفون الله بالعدل ، ثم يدعون : إن خطيئة آدم تتعداه إلى نسله ، لأنهم ورثة لطبيعته الساقطة !! فأي عدل في هذا ؟! 2) أي عدل وأي رحمة في تعذيب وصلب إنسان غير مذنب ؟ ان معاقبة وتعذيب شخص بريىء لم يقترف آثاماً من أجل خطايا الآخرين إنما هو ذروة الظلم . 3) من الذي قيد الله وجعل عليه أن يلزم العدل وأن يلزم الرحمة وأن يسعى للتوفيق بينهما ؟ 4) أين كان عدل الله ورحمته منذ خطيئة آدم وحتى قصة الصلب ؟ 5) إذا كان الله سبحانه عادل وفي نفس الوقت محب ورحيم فأين كانت رحمته وابنه الوحيد يلاقي دون ذنب ألوان التعذيب والسخرية ثم الصلب مع دق المسامير في يديه ؟ أين عدل الله ورحمته في انسان (( قَدَّمَ ِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاه )) [ عبرانيين 5 : 7 ] 6) إذا كان الله عادل وفي كل الشرائع أن العقوبة تناسب الذنب ، فهل تم التوازن بين صلب المسيح على هذا النحو ، وبين الخطية التي ارتكها آدم ؟ 7) لماذا ترك إله العدل والمحبة الانسانية تتوالد تحت ناموس اللعنة والخطية وان يعم الفساد وين